في ايطار تفعيل مضامين الخطابات الملكية المتعاقبة الداعية إلى الإصلاح العميق والشامل للقضاء بما يضمن استقلالية القضاء بفصله بالضرورة عن باقي السلط،، وإعطائه المكانة الجديرة به ،والرفع من فعاليته، ونجاعته، وقدرته على مواكبة المتغيرات، مع الاحتفاظ على الأصول ،وبتأهيل موارده البشرية بالرفع من مختلف مستوياتها المادية والمعنوية ،كل ذلك من اجل ضمان محاكمة عادلة وهذا ما أصر عليه صاحب الجلالة في خطابه التاريخي ل09 مارس 2011.
ومن تتبع مضامين هذه الخطابات يجدها بلفظ عام غير مقيد تشمل جميع من له دخل في قطاع العدل وبالخصوص أجهزة كتابة الضبط التي تعتبر بحق العمود الفقري لقطاع العدل مما يجعل الإصلاح شاملا لها متعلقا بها بلفظه العام.
ومما لا شك فيه أن الأوضاع التي يشهدها قطاع العدل تتسم بنوع من الحركية ،التي كانت نتاجا لمجموعة من الاعتبارات ،والعوامل المتراكمة، والمتداخلة ،تولد عنها ديناميكية مكنت من ضح دماء جديدة كانت من قبل منعدمة في القطاع، إذ كان الجمود، الركود، والركون السمة الأساسية والطباع التي تطبع بها مند عقود مكنه ذلك من التموقع داخل فكر مخزني أحادي النظرة يفتقر إلى الشمولية والعقلانية، ليشهد القطاع بعد ذلك، وفي العقد الأخير بالخصوص طفرة نوعية مكنته من الدخول في نفق الإصلاح بموجب الضرورات الملحة التي أضحت الشغل الشاغل لكل فئات المجتمع ونخص بالذكر هيئة كتابة الضبط التي دخلت في موجة من الإضرابات والاحتجاجات المختلفة من حيث النوع ومن حيث الكم متخلية بذلك عن مخلفات فكر مشار إليه سالفا، والتي وان كانت تعبر عن شيء فإنما تعبر عن نضوج أسقطت ضلاله على نخبة من هذا القطاع،لان السواد الأعظم مع المستوى العلمي والتعليمي الذي يشكل احد صفاته ومرتكزا ته لا زال يوصم بعوز في الوعي وفي القدرة على النطق بلا ولما وكيف وهذه المؤشرات الثلاث هي معيار الوعي ولا ارتباط له بالشهادات وأنا هنا لا الغي دور التعليم والشهادات التي تعد وسيلة من وسائل اكتساب الوعي وضابطا له، وإلا فمن قال بخلاف فهو أحمق .
ومن هذا المنطلق الذي أسست معالمه على رياح التغيير والمسؤولية ،ادعوا كافة الموظفين العاملين بقطاع العدل إلى التمسك بلبنات وميكانزمات النطق بلا ولما وكيف، لان هذه هي التي تسمو بالشخصية من طابع قبولي وخنوعي وانقيادي إلى طابع مبادراتي يمكن صاحبه من اتخاذ القرار الصائب الكفيل بوضع بصمته ولو لم يكن من القيادة،مبعدا عن نفسه ربقة الخضوع والانقياد الأعمى الذي لا علاقة له مع الوعي إطلاقا، فان تكون أيها الموظف فردا من مجموعة الأسود خير أن تكون قائدا للنعاج.
هلالي نعيم 02/04/20011