ما هي النقابة ؟
النقابة باختصار هي مجموعة عناصر تمثل فئة رمزية من المجتمع ( طلاب ، معلمين . . .الخ) تلتقي لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة تخدم هذه الفئة ، ولكل نقابة عادةً نظام داخلي يحكمها ويحدد أهدافها وحقوق وواجبات الأعضاء فيها.
وقد عرف الدستور الفرنسي بأن النقابة هي اتفاق يتعها بموجبه شخصان أو أكثر أن يكرسوا نشاطهم بصفة دائمة لتحقيق غرض غير الربح المادي كما نص الدستور المصري بأن النقابة هي كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة تتألف من أشخاص لا يقل عددهم عن عشرة أو من أشخاص اعتباريين بغرض غير الحصول على الربح المادي أما في الدستور الكويتي فقد عرفها بأنها الجمعيات المنظمة المستمرة لمدة معينة وتتألف من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين بغرض آخر غير الحصول على الربح المادي وتستهدف نشاط اجتماعي أوثقافي أو رياضي أو ديني.
ومن التعريفات السابقة نستوضح بأن النقابة تتألف من ثلاثة عناصر أساسية :
أولاً : فئة
ثانياً : أهداف
ثالثاً : ثنظيم نقابي
1) الفئة :
يتحتم على الأفراد الذين ينظمون وفق نقابة معينة وجود سمة مشتركة تجمعهم جميعا ( طلاب، عمال، معلمين ... الخ ) فيمتل فئة العمال اتحاد نقابات العمال ويمتل فئة المهندسين جمعية المهندسين كما يثمل الطلبة الاتحاد الوطني للطلبة وهكذا.
2) أهداف :
يجب أن تسعى الفئة أو مجموع الأفراد المنضمين وفق نقابة معينة لتحقيق أهداف مشتركة، فلكل نقابة غرض معين من إنشائها، ويمكن تصنيف النقابات تبعاً لأغراضها بالآتي :
• جمعيات سياسية : وهى الأحزاب التى يكون الهدف من إنشائها العمل بالنشاط السياسى والمشاركة في صياغة القرار السياسي ضمن الأجهزة الحاكمة.
• نقابات مهنية : هي التي يكون الهدف من إنشائها الدفاع عن مصالح الأعضاء الذين ينتمون إلى مهنة معينة ومن أمثلتها جمعية الصحفيين، جمعية المحامين، جمعية المهندسين وغيرها.
• جمعيات خيرية : هى التى تسعى لتحقيق أغراض الخير ومن أمثلتها جمعية الهلال الأحمر وجمعية المكفوفين وجمعية مكافحة التدخين ...الخ.
• جمعيات علمية : وهي التى يكون هدفها النهوض بالعلوم والتقافة والفنون والآداب، كالنادي العلمي، رابطة الأدباء، الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ...الخ.
• جمعيات اقتصادية : هي التي تهدف إلى الارتفاع بالمستوى الاقتصادي لأعضائها كالجمعيات التعاونية وغرفة التجارة والصناعة.
3) تنظم نقابي :
يقوم التنظيم النقابي بربط الفئة وفق منظومة موحدة يحدد بها الحقوق والواجبات وآلية اتخاذ القرار وكيفية اختيار الممثلين وتوثق هذه الأمور في النظام الداخلي الخاص بالنقابة. وتقوم النظم النقابية على عشر مقومات أساسية :
1. ضمان استقلالية النقابة.
2. استيعاب النقابة لكافة الشرائح في قواعدها.
3. السلطة العليا فيها لقواعد النقابة عبر الجمعية العمومية أو المؤتمر.
4. اتخاذ القرارات الكبيرة والمصيرية بيد الجمعية العمومية ( أو المؤتمر).
5. السلطة التشريعية والرقابية بيد الجمعية العمومية ( أو المؤتمر ).
6. قيادة النقابة لها سلطة تنفيذية فقط.
7. الانتخاب الحر لقيادة النقابة سواء انتخاب مباشر أو غير مباشر.
8. التداول الطبيعى والديمقراطي فى قيادة النقابة.
9. الدوره النقابية محددة المدى الزمني.
10. مساءلة ومحاسبة القيادة بعد الاستماع لخطاب الدورة الذي يشمل التقرير الأدبي والمالي.
الحقوق والحريات النقابية:
تعتبر الحريات النقابية من الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية وتشرف على مراقبة كفالة حريات المنظمات النقابية كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة العفو الدولية على اعتبار أن حق العمل النقابي كفله الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وكانت منظمة العمل الدولية عقدت عدة اتفاقيات تمثل معاهدات دولية تلتزم بها الدول لضمان الحرية النقابية للنقابات، ومن أهم هذه الاتفاقيات هما الاتفاقية رفم (87) الخاصة بالحرية النقابية وحق التنظيم الصادرة عام1984م والاتفاقية رقم (98) الخاصة بحق التنظيم والمفاوضات الجماعية الصادرة عام 1949 م.
وتكفل الاتفاقيتين للنقابيين الحق في تشكيل المنظمات النقابية ووضع اللوائح الخاصة بها كما تكفل استقلالية الحركة النقابية إضافة إلى الحقوق المدنية لأفرادها ويمكن الإشارة إلى أبرز ما ورد في كل من الاتفاقيتين بالآتي :
1. ضمان مزاولة الأنشطة النقابية :
حيث أقرت الاتفاقية رقم (87) بحق النقابة في ممارسة مناشطها النقابية دون تدخل من السلطات العامة مثل عقد المؤتمرات والجمعيات العمومية التي لها فقط سلطة إدارة أنشطة النقابة وبالنسبة لإشراف السلطات العامة على الإدارة المالية فيجب ألا تكون بأكثر من المطالبة بتقارير مالية دورية على أن تكون للسلطة الإدارية حق فحص الدفاتر النقابة فقط في الحالات الاستثنائية متل افتراض وجود مخالفات ظاهرة في الكشوف المالية السنوية.
2. حق الإضراب :
إن أجهزة العمل الدولية الإشرافية أوضحت في الاتفاقية (87) بأن منع الإضرابات بصفة عامة يقلل من الوسائل المتاحة للنقابات من أجل تدعيم والدفاع عن مصالح أعضائها، كما أن هذا المنع العام لا يتوافق مع مبادئ الحرية النقابية إضافة إلى أن القانون الدولي يعترف بوضوح بحق الإضراب في الميثاق الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابية.
3. حق التنظيم :
تكفل اتفاقية (98) حماية العمال من الأخطار التي تهددهم جراء مزاولة العمل النقابي كفصله من الوظيفة أو الإضرار به بسبب عضويته النقابية وتعتبر منظمة العمل الدولية المفاوضات الجماعية عنصر ساسي في الحرية النقابية.
النقابات المشهرة وغير المشهرة :
المقصود بإشهار النقابة هو منح النقابة صفة الشخصية الاعتبارية وهو تعبير قانوني يطلق على المؤسسات النقابية على أساس تميزها عن الأشخاص وذلك لإعطائها حق التقاضي أمام السلطات القضائية في البلد المعني، ويعني أيضاً ربط النظام الداخلي للنقابة بقوانين الدولة.
والنقابات والمنظمات غير المشهرة هي التي لم يقدم بشأنها طلب للتسجيل أو الإخطار، "ووفقاً للقانون الفرنسي فإن الأثر المترتب على عدم اتخاذ هذا الإجراء هو أن المنظمة لا تتمتع بالشخصية الاعتبارية ولا يترتب لها الأهلية القانونية فالنقابات غير المشهرة هي جمعيات مشروعة تتمتع (بوجود قانوني) لأن المبدأ بأن النقابة تنشأ بإرادة المؤسسين ويترتب على عدم تمتع المنظمة بالشخصية الاعتبارية أنه ليس لها حق تملك الأموال أو التقاضي لذا فتجد النقابات غير المشهرة صعوبة بالغة للاستمرار حيث يجب أن تمتلك حد أدنى من الأموال وأن تتلقى الاشتراكات وأن يكون لها مقر...".
أما في مصر والكويت فإن القانون لا يعترف بوجود هذه المنظمات فهي منظمات غير مشروعة فالمشرّع المصري يقرر بأنه لا تثبت الصفة الاعتبارية للجمعية إلا إذا أشهرت وفقاً للقانون ويفرض عقوبة جنائية على كل من يباشر نشاطاً للجمعية أو للمؤسسة قبل شهرها ومؤدى هذه النصوص أن شهر الجمعية شرط كي تكون الجمعية موجودة ومشروعة من ناحية وتمتعها بالشخصية الاعتبارية من ناحية أخرى وقد تبنى المشرّع الكويتي هذا المسلك فقرر بأن لا يجوز مباشرة أي نوع من أنواع النشاط ولا تثبت الشخصية الاعتبارية إذا لم يكن قد أشهر نظامها وفقآ لأحكام القانون.
المفهوم الثاني
النقابي
يمثل النقابي أهم عنصر في النقابة حيث تعتمد النقابات عموماً على ما تمتلك من خبرات نقابية يحملها النقابيين من أعضائها وكثيراً من النقابيين ارتبطت أسمائهم بمنجزات هامة غيرت من مسيرة العمل النقابي في نقاباتهم وتركوا لهم بصمات واضحة لم تعد بها نقاباتهم كما كانت من قبل ، ويكون دورهم كمحرك نشط ودافع مستمر للنقابة، لذا تلجأ الدول التي تفرض قيود على عمل النقابات إلى استهداف النقابيين وإيقافهم أو فرض قيود على تحركاتهم بغية تعطيل النقابات التي ينتمون إليها. ويبرز دور النقابيين أكثر في الظروف الاستثنائية التي تطرأ على النقابة والتي يتطلب التعامل معها حنكة وحكمة كبيرة تضمن الإلمام بجميع العناصر المؤثرة في هذه الظروف بحيث تعبر قرارات النقابة في هذه الظروف عن بصيرة نافذة لما تتطلبه مصلحة النقابة.
من المقصود بالنقابي ؟
هناك عدة صفات يمكن أن تحدد معالم الشخصية النقابية ولكن اتفقت الأدبيات النقابية على أن النقابي هو عضو في النقاية ولكن من البارزين فيها سواء كان من السؤولين فيها أو من أعضائها، ولابد أن يكون من تمرس في العمل النقابي لكي يساهم في حل مشاكل النقابة وإرشاد أعضائها الجدد. ومن هذا التعريف نقر بأنه ليس بالضرورة أن يكون النقابي هو مسؤول في النقابة فليس كل من ترأس مجلس إدارة النقابات هو نقابي فالأساس في النقابي أن يكون شخصية ذات تأثير في مسيرة العمل النقابة حتى وإن لم تكن شخصية ذات قرار خاصة وأن المسؤولين في النقابة يتولون مناصبهم عبر خوض الانتخابات في حين تتشكل الشخصية النقابية بالخبرة والممارسة النقابية الطويلة وتتشكل هذه الشخصية أيضاً بما تحمل من صفات خاصة ومتميزة عن باقي الأعضاء ... وفي الغالب يكون النقابيين هم أصلاً مسئولين في النقابة أو ممن سبق لهم أن تولى مسئولية معينة إلا أن ذلك ليس هو القاعدة العامة لتصنيف النقابيين كما أسلفنا.
مقومات وصفات الشخصية النقابية :
للنقابي صفات مميزة عن باقي الأعضاء في النقابة تؤهله ليكون مرجع للأعضاء ومرشداً للجدد منهم المقبلين على الحياة النقابية وملاذاً للنقابة نفسها لحل المشاكل التي تواجهها، وللنقابي صفات متعددة يمكن حصرها بالآتي :
1. النقابي شخصية قيادية :
يتسم النقابي بمؤهلات قيادية تعطيه القدرة على التأثير على أعمال المنظمة النقابية وتمكنه من توجيه أفرادها لتحقيق أهداف وطموحات معينة ونستطيع القول بأن النقابي هي مرحلة من مراحل تطور الشخصية القيادية لدى الفرد فكل نقابي قيادي ولكن ليس بالضرورة كل قيادي نقابي.
2. النقابي شخصية اجتماعية :
فهو اجتماعي له اتصال مباشر مع سائر أعضاء النقابة يهتم لمشاكلهم ويعي ماهية طموحاتهم وآمالهم فهي شخصية ذات استقطاب بالنسة للباقين ومحل قبول لديهم خاصة وأن العمل النقابي يعتمد بشكل أساسي على سلوك الجماهير وميولهم لذا يجب على النقابيين إدراك حاجات هذه الجماهير ومطالبها عبر الاحتكاك المباشر معهم وحضور أماكن تجمعاتهم حتى يكون النقابي معبر عن تطلعات الجماهير وملم بمطالبها واهتماماتها.
3. النقابي شخصية إعلامية :
بما أن النقابي يعتمد في عمله بشكل أساسي على الاتصال بالجماهير فهو بالتالي ملم بوسائل الاتصال والإعلام الجماهيري والتي تجعله شخصية قادرة على توجيه الجماهير والتأثير بهم، فالنقابي بالتالي لديه حس إعلامي بكيفية توصيل الرسالة الإعلامية المعبرة عن أفكاره إلى قواعد النقابة عبر مختلف الأدبيات الإعلامية
كالإصدارات والبيانات والتصاريح الصحفية وغيرها مما يجعله ملم بكيفية الدخول في مختلف الأوساط الإعلامية والاستفادة منها في سبيل تحقيق مصالح النقابة.
4. النقابي صاحب ثقافة وفكر :
الفكر الأساسي للنقابي هو التعبير عن تطلعات الفئة التي يمثلها والدفاع عن حقوقها وبما أن النقابات عموماً إضافة إلى دورها الأساسي لها أدوار أخرى متعلقة بالمجتمع المحيط بها فالنقابات تلعب دوراً وطنياً إضافة إلى أن تهتم بالنهوض بقضايا الأمة جمعاء، لذا فالنقابي شخصية تدرك أهمية الأبعاد الحقيقية لدور النقابات في المجتمعات فهو بالتالي حامل لفكر يهتم بقضايا الأمة ويعي التحديات التي تحيط بها ويحمل بين طيات نفسه هويته الثقافية واهتماماته الفكرية التي يعبر عنها عبر أنشطة النقابة وفعالياتها.
5. النقابي يعالج القضايا بأسلوب علمي :
يهتم النقابي بكيفية حل مشاكل النقابة والأعضاء لذا فهو يحاول باستمرار تشخيص هذه المشكلات واستقراءها بأسلوب علمي يعتمد على فواعد وأسس معلوماتية صحيحة تراعي أصول البحث العمي السليم وتضع الحلول وفق رؤية شاملة لكافة المتغيرات ذات العلاقة بالموضوع المطروح حتى يتم تسهيل مهام المنظمة النقابية في تطبيق هذه التصورات العلمية أو طرحها لإقناع المسؤولين في الإدارات التي تتعامل معها النقابة إذا كانت هذه المواضيع متعلقة بمطالب نقابية معينة.
6. النقابي صاحب خبرة وإدارية :
نتيجة لمساهمات النقابي الكثيرة والمتعددة واحتكاكه بمن قبله من أصحاب الخبرات يلم النقابي بقدر وافر من الخبرة والإدارية بكافة الأمور المتعلقة بشئون النقابة وكيفية التعامل مع الظروف الخاصة التي قد تمر بها، فهو متطلع على التجارب النقابية المختلفة وخبير بتاريخ المسيرة النقابية للمنظمة وملم بمفاهيم العمل النقابي السليم.
7. النقابي صاحب مبادرة :
أنشأت النقابات عموماً لطرح القضايا التي تهم أعضائها والمطالبة بحقوقهم، لذا فالنقابات تعتمد لنجاح عملها على قدرة النقابيين فيها على المبادرة في طرح هذه القضايا وتفعيلها فيما بين الأعضاء أو أمام الرأي العام في المجتمع المحيط بالنقابة بأسلوب يضمن النقابيين فيه تفاعل الشرائح المعنية مع المبادرات التي طرحوها، خاصة وأن الحقوق تطلب ولا تمنح، ويمكن إذا لم تكن هذه المبادرات المطروحة أن تفشل النقابة في كسب تأييد لها، لذا يجب أن يتم دراسة هذه المبادرات دراسة متأنية قبل طرحها على ألا يكون هذا التأني سبباً في شل تحركات النقابة لذا يجب أن تتم مبادرات النقابيين بروح المغامرة المدعمة بالثقة الواعية بجدوى نجاح هذه المبادرات.
هذه المبادرات.
8-النقابي قادر على التكيف والتلاؤم:
فشخصية النقابي مرنة في التعامل مع كافة الظروف التي تطرأ على العمل النقابي بحيث يتكيف تلقائياً مع أي منها حسب طبيعة المرحلة التي يمر بها واحتياجاتها وهي الميزة التي تمكن النقابات من البقاء والاستمرار في أداء رسالتها.
9-النقابي شخصية طموحة :
فهو تواق إلى الارتقاء للأحسن باستمرار والنهوض بالواقع المحيط به نحو الأفضل والأحسن مما ينعكس إيجابياً على سائر الأعضاء في النقابة وعلى المنظمة ككل.
مراحل تكون الشخصية النقابية :
يمر كل إنسان بمراحل تكوينية مختلفة تتحدد عبرها معالم شخصيته ويتفاوت مدى نشاطه وعطاؤئ حسب طبيعة المرحلة التي يمر بها وفي الأوساط النقابية يمر النقابي بخمسة مراحل أساسية بدءاً من البداية التكوينية الأولى وحتى الشيخوخة النقابية وهي نفس المراحل التي تمر بها المنظمات والمجموعات كما أقرت بها نظريات علم الإدارة ونعرض وصفأ لكل منها بالآتي :
المرحلة الأولى : الثكوين :
يبدأ النقابي مرحلة التكوين مع بداية اتصاله بالوسط النقابي عندما يكتسب الفرد صفة الفئة التي تمثلها النقابة كأن يبدأ حياته الجامعية بحيث يتصل بالاتحادات الطلابية أوعندما يخوض غمار العمل النقابي في النقابات العمالية إذا أصبح فرداً في الأوساط العمالية، ويعمد النقابي في مرحلة التكوين إلى التعرف على الوسط النقابي وآلياته ويبدأ في الاتصال مع الخبرات النقابية الموجودة ويكتسب منها بعض المهارات كما يشارك في المناشط والفعاليات المختلفة للنقابة، وتتميز هذه المرحلة من حياة النقابي بالاندفاع والحماس المتقد بحيث يصبح عنصر دافع ومجدد للمنظمة.
المرحلة الثانية : النمو :
هي مرحلة تأتي بعد تعرف النقابي على واقع العمل النقابي بحيث يصرف النقابي جهده إلى تطوير نفسه وتنمية ذاته وقدراته ويخوض تجارب مختلفة ومتعددة تكثر فيها المحاولات التي تتفاوت فيها نسبة النجاح والفشل ويكتسب من خلالها النقابي الكثير من المهارات والمفاهيم ترتقي به إلى مرحلة النضج.
المرحلة النالنة : النضج :
وهي مرحلة تصل فيها الشخصية النقابية إلى الاتزان وتفقد اندفاعها غير المدروس بحيث تكون قرارات النقابي والخيارات التي يتخذها أكثر ترشيداً من السابق وأكثر إدراكاً للظروف
المختلفة الداخلية والخارجية في المنظمة، ويكون النقابي في هذه المرحلة فقط مهيئاً لتولي مراكز قيادية في النقابة حيث أن مشكلة كثير من النقابات بأن من يتولى المراكز النقابية يكون في بداية مرحلته التكوينية أو في مرحلة النمو بحيث تنعكس تجاربه الخاطئة على أداء المنظمة ككل.
المرحلأ الرابعه : الاستقرار :
يصل النقابي إلى هذه المرحلة عند الاستمرار في مزاولة العمل النقابي لمدة طويلة بعد الوصول إلى مرحلة النضج بحيث تعبر الشخصية النقابية عن خبرة طويلة وحنكة في التعامل وتاريخ حافل من العطاء والعمل وتتميز هذه المرحلة من حياة النقابي بالانطلاق والإبداع والتميز المستمر.
المرحلة الخامسة : الشيخوخة :
مع استمرار وجود النقابي في الأوساط النقابية لمدة طويلة يبدأ النقابي في الانعزال عن الواقع النقابي نفسه نتيجة لطبيعة الأوساط النقابية نفسها التي تمتاز بالتغيير المستمر والتجديد الدائم بحيث لم يعد النقابي يلم بالأبعاد النقابية المستجدة والتطلعات الجديدة للأجيال القادمة للنقابة فيفقد القدرة على التكيف والتلاؤم معها وينعزل النقابي فكرياً ووجدانياً عن واقع النقابة الجديد ويحدث ذلك إما عبر التطور الطبيعي لواقع الوسط النقابي على فترات زمنية طويلة أو إذا تعرضت النقابة لظروف خاصة تسببت في تغييرات جذرية لواقع النقابة.
أنواع الشخصيات النقابية :
يختلف النقابيين في منهجيتهم وأسلوب تعاملهم مع الظروف المحيطة وكيفية بناء علاقاتهم مع الأطراف ذات العلاقة بنشاط النقابة بحيث يتعاقب على العمل النقابي شخصيات متعددة ذات سلوك مختلف ونعرض فيما يلي أهم الشخصيات النقابية وأكثرها تكرراً :
1-شخصية نقابية فاعلة :
هي الشخصية التي تسعى إلى صنع الأحداث من حولها أو التأثير في مجراها باستمرار وتمتاز باستعدادها لتحمل المسئولية وجرأتها في خوض المبادرات المختلفة بغية تحقيق أهداف معينة وتلجأ هذه الشخصية إلى التخطيط المدروس في تطبيق طموحاتها وتفضل العمل وفق برنامج زمني متباعد على تبني مواقف آنية، وتمتاز أيضأ بمرونة تمكنها من المراوغة باستمرار.
-شخصية نقابية منفعلة :
هي شخصية نقابية تنفعل بالإحداث وتندفع إلى التعاطف التلقائي العفوي مع التيار السائد وتتأثر هذه الشخصية بالأحداث المحيطة ولا تؤثر فيها مما يجعلها دائما تتبنى أسلوب العمل الآني، الذي يفتقد إلى النظر للأمور برؤية بعيدة المدى، لذا فهي عرضة أكثر للتناقض وتعارض مواقفها في التعامل مع الأحداث المختلفة وتميل هذه الشخصية إلى عدم اتخاذ القرار أو حسم المواضيع أو القضايا التي تطرأ عليها لحين استفحالها بشكل يجعل هذه الشخصية دائمة العمل في تدارك ما فات منها.
3-شخصية نقابية لا مبالية :
هي شخصية لا يثيرها أي حدث ما لم يكن له صفة الأمر أو التغطية والحماية من كل نقد ومحاسبة، فهي قليلة المبادرة ولا يوجد لديها أي استعداد لاقتحام المتاعب.
4-شخصية نقابية انتهازية :
هي شخصية تسعى للتقرب إلى المسؤولين وتحقيق مرضاتهم بهدف الوصول إلى مكاسب شخصية مباشرة وغير مباشرة وتسعى للامتفادة من طاقات ومهارات الآخرين بهدف الرفع من قدرهم على حساب مقدرات الآخرين من أصحاب الكفاءات والقدرات الفعلية، كما لا تتوانى في الوقت نفسه من التزلف للعاملين في قواعد النقابة لكسب ودهم وصمتهم حتى تحقق هذه الشخصية الأهداف التي تصبوا إليها ولكي لا يتعرقل مسعاها من أجل الصعود إلى المراكز الأعلى.
مقتبس